هنا القاهره ..وفي شرفة سماوية

بالأمس شاهدتهم.

في شرفه سماويه فسيحة مطله على مصرجلسوا يتسامرون.

نجيب محفوظ كان مستأنساً بحضرة سعد زغلول يقرأ له بعضاً مما كتب عنه؛وسعد باشا كان محرجاً لأنه أقل بكثير من هذا الكلام؛ مشيراً لنجيب الى ان أحمد عرابي الذي يحتاج أكثر منه إلى كلمتين حلوتين تخففان مرارته الدائمه من الولس.

عبدالفتاح القصري وبديع خيريوليلى مراد كانوا ميتين من الضحك على أحمد زكي الذي كان يقلد نجيب الريحاني والريحاني لم يزعل ابداً ومن شدة انبساطه طلب من أحمد أن يعيد تقليد محمود المليجي لكي يغيظه مجدداً؛ سيد درويش كان مبسوطاً بلقاء بليغ حمدي لكنه أقسم له أنه لن يكمل كلامه معه إلا إذا ذهب ليحب على رأس محمود الموجي.


توفيق الحكيم كان مكسوفاً من عبدالناصر لكنه أقسم له أنه كان صادقاً في مودته كما كان صادقاً في عودة وعيه بعد ذلك.عبدالناصر لم يطول معه في الكلام واختلى بعبدالحليم الذي كان مندهشاً لأنه بات ينزف مسكاً بدلا من الدم ؛

عبدالناصر أشار له الى مصر ثم قال له: ((شفت وخداني الأماني لحد فين؟؟)) حليم لم يتقبل الدعابه وعبدالناصر شعر بالأحراج وغير الموضوع طالباً من حليم ان يتوسط له لدى جاهين الذي قال له فجأة وامام الناس:((ايوه كنت اقصدك لما قلت ..ياطير ياعالي في السما ..طز فيك..ماتفتكرش ربنا مصطفيك))؛حليم تهرب ورأى أن الموضوع صعب لأن صلاح "شايل جامد"؛وطلب من ناصر أن يترك الأمور تأخذ وقتها.



الشيخ الغزالي الذي كان يجلس مستمعاً بنشوه إلى ام كلثوم وهي تغني القلب يعشق كل جميل؛ استأذن بهدوء لكي لايقطع انسجام محمد عبده والأفغاني وفتحي رضوان وصالح سليم؛وأخذ عبدالناصر من يده قائلا له:((عايز أقعدك مع حد))؛ وناصر وجد نفسه فجأه وجهاً لوجه امام سيد قطب؛الاثنان صافحا بعض بفتور بعد أن ذكرهما الغزالي أنهما في دار حق.

سيد قطب قال لعبدالناصر ان الامر لم يكن يستحق الاعدام فرد ناصر بانفعال:((حط نفسك مكاني ولو قالو لك ان أحداً يريد أن يفجر القناطرالخيريه ))؛وسيد صمت قليلا ثم قال مغمغما:((إن ناصر هو اللي بدأ بالغلط))؛وعندما صمت عبدالناصر ابتسم سيد قطب قبل ان أن يقول له:((بصراحه ماكنتش متخيل إني هاشوفك هنا في الجنه))؛ناصر ضحك بشده وقال له:((شفت هذه هي المشكله..فاكر ان الجنه بتاعتك مع اننا كلنا الان ننتظر الحساب))؛ سيد قطب هز رأسه محرجاً ثم ذهب ليجلس بجوار شهدي عطية الشافعي الذي قال له ضاحكاً:((عاجبك كده..ناقص يجيبوا لنا حمزه البسيوني كمان عشان تكمل)).



علا الضحك من ركن يجلس فيه بيرم التونسي وفتحي قورة حيث كانا يرتجلان قصيده حزينه ليثبتا لعبد الرحيم منصور أن كتابة النكد "مش صعبه يعني"؛أمل دنقل وبهجت عثمان ضغطا على يوسف إدريس ليجلس مع نجيب محفوظ؛ يوسف استجاب لكنه لم يتمكن من منع نفسه من التنبيط قائلا لنجيب:((يعني ماجبتش نوبل معاك))؛ونجيب سريع البديه رد على الفور"((قلنا بلاش أضايقك وانت ميت كمان))؛والاثنان ضحكا بشده وحضنا بعض.

ويوسف قال لنجيب إن اصداء السيره الذاتيه كانت جامده قوي.وعبدالوهاب غنى للجميع بناء على طلب سيد درويش:((حلم وصحيت منه لقيتني هايم في بحر الشوق وحدي...حبيت ظالم ياريته كان هناني)).



من بعيد رأى الجميع السادات يتسلل محاولا الوصول إلى مكان لا يراه احد؛ وعندما ذهب عبدالناصر اليه بخطى متحفزه تكهرب الجو وتأهب الجميع لفض خناقه عارمه؛لكن ناصر اكتفى بوضع يده على كتفي السادات ثم احنى رأسه الى الأسف وجعله يأخذ نظره عميقه إلى مصر قبل أن يشخط فيه قائلا:((عاجبك اللي عملته ده؟؟))رفع السادات رأسه وهو يفكر في رد مناسب لكنه عندما رأى نظرات السخط في عيون الجميع ابتسم ابتسامه ريفيه ماكرة ثم قال:((الواحد صحيح سابق عصره بس مش معصوم من الخطأ)). والكل ماتوا من الضحك؛ لكن مصر كانت غارقه في همها وهي تنظر إليهم بأسى شديد.

....

ماتم عرضه فوق هو للكاتب المصري "بلال فضل"
من اصداره الاخير المجموعه القصصيه "مافعله العيان بالميت" التي تفذ منها طبعتين خلال شهرين فقط!!
واصداره الاول تحت مسمى "بني بجم"..لايقل روعه
كاتب ساخر من طراز فاخر جدا ..قريب جدا جدا من الشارع ..وكاتب سيناريو لافلام اشهرها
"صايع بحر" و "واحد من الناس"
ببساطه مجنون كتابه :)
............
لما سيد حجاب وعمار الشريعي وعلي الحجار يجتمعون ويوصفون القاهره..
هنا القاهره